عن صاحِبها

MyPhoto

هلاً اسمي راكان بن ناصر.

والسؤال الذي ربّما كشف عن كثيرٍ من شخصية الكاتب هو: ما الذي دعى إنساناً بسيطاً مثلي للكتابة؟

حقيقةً لا أدري ما هذا الشيء الذي دفعني للكتابة، ولكنها أشبه ماتكون بـ محاولة للتقريب بين الواقع والآراء التي أتبنّاها. قررت أن أدلوَ بدلوي ظانّا أن الإنسان حر في التعبير عن رأيه مالم يعطّل الأحكام الشرعية أو يخالف قوانين الدولة التي يعيش فيها. ولأني حديث السن وقليل الحيلةِ، لأ أجد إلا القلم أو لوحة المفاتيح بالمفهوم الحديث لأضرب عليه وأخفف من الضجيج الذي يمتلؤ به رأسي. لذا التفت إليّ وانتبه لما سأحدثك عنه بدايةً.

أنا رجلٌ قُدّر له أن يعيش عشرونَ عاماً في قرية عدد ساكنيها أقل من مئة إنسان، وهذا يُعد سجناً متوسط الحجم في سلم هذا العالم الحديث. والأدهى والأمر أنه لم تكن فرصة لقاء أناس جدد أو التعرّض لعادات جديدة، أو أفكار جديد؛ ممكنةً. وفي ذلك الوقت، لم يكن الأنترنت شيئًا نعرفه. كنّا في عزلةٍ فرضتها الحياة علينا إلا من زياراتٍ بين سنواتٍ ليست متقاربةٍ للمدينة والإنبهار بما فيها من مرافقٍ عامةٍ أو أماكن تنزّه أو ماشابه. ثم وُفّقت في بعثةٍ حكوميةٍ أرسلتني إلى عالمٍ أفسح.. إلى الولايات المتحدة الأمريكية، العالم المتقدم والعالم الأول. تعرّفت حينها على أناسٍ مختلفون وعادات مختلفة وأشياء مفيدةٍ كالأنترنت والكتب. وهذان الشيئان هما المحرّكان الأساسيان اللذان قاداني للمعرفة والملاحظة ومن ثم الكتابة.

أعمل الآن كـ مهندس حاسب آلي. أعمل في منظمة ضخمةٍ فيها من الناس أكثر مما في قريتنا من الناس والأشياء. قريتنا لم تتغير وكأن العالم غفل عنها وتركها تهيم على غير هدى. الناس فيها لم يتغيّروا إلا بعدد السنين والحساب، فالكبار صاروا أكبر واشتعل الشيب في شعورهم ولحاهم، والصغار صاروا كِبارا. ولأن الاختلاف واسع وممتد بين الذي عايشته صغيرًا في قريةٍ صغيرةٍ جدًا وبين عالم فسيح ومتقدمٍ جدًا، أيقنت أن الإنسان هو الإنسان. مطالبه متشابهة وتغلب عليه الصفات العامة ذاتها. لذا سأحدثك عما أعتقده أنا، وعما وجدت مدوّنًا في الكتبِ، وعما قرأت على الشبكة.

وختامًا أرجو أن نتشارك الدقائق القصيرة لنغوص فيها أنت وأنا في هذا الكون الفسيح، ونستخرج منه حليةً نلبسها ونتزين بها. فـ أنت وأنا سنصبح فيما بعد أصدقاء، نقبل النصيحة، وننتقد ولكن بـ نيةٍ طيبة.

5 Replies to “عن صاحِبها”

  1. رائع جدًا٬ حقيقةً عرفت من شخصك النبيل -ولا أبالغ- كرم الأخلاق وبشاشة الوجه وسماحة التعامل وشهامة وحمكة الرجل العربي.
    المساحة هنا مكتظة بحصاد سنين تشحذ الهمم٬ وحلم وأمنية استطاعت أن تستقر على قدم.
    أشكرك لمنحي فرصة السفر حول خيالاتك المدونة هنا.

    Liked by 1 person

  2. اخوي راكان صغير في العمر وكبير في القدر
    ✍️✍️ (مالذي دعى إنساناً بسيطاً مثلي للكتابة؟)
    ✍️✍️(حقيقةً، لا أدري، وإنما أعتقد أني أرى فراغات كبيرة بين الواقع والحقائق التي أؤمن بها. لذا قررت أن أدلوَ بـ دلوي مؤمناً بأن لكل إنسان أحقية التعبير مالم يعطّل الأحكام الشرعية أويخالف قوانين الدولة التي ينتمي لها) السهل الممتنع
    ✍️✍️ رب صدفة خير من الف ميعاد

    Liked by 2 people

اترك رداً على حنين إلغاء الرد